اطلع وفد يمثل مجلس الشيوخ الكولومبي، خلال زيارة عمل للمغرب، على دينامية التنمية الشاملة التي تعرفها جهة العيون – الساقية الحمراء.
وأتاحت هذه الزيارة للوفد المكون من رئيس مجموعة الصداقة الكولومبية-المغربية، جرمان بلانكو ألفاريز، وعضوي لجنة الشؤون الخارجية، خوسي لويز بيريز أويلا، وباولا هولغين مورينو، الوقوف على حجم التنمية السوسيو – اقتصادية التي تعرفها هذه الربوع، وبالتالي الخروج بتصور متكامل حول حقيقة النزاع المفتعل حول الوحدة الترابية للمملكة.
و أكد السيد ألفاريز، في تصريح للصحافة عقب لقائه بوالي جهة العيون – الساقية الحمراء عامل إقليم العيون ، عبد السلام بكرات، أن هذه الزيارة تعكس مستوى التعاون الذي يتعين إرساؤه بين المغرب وكولومبيا، مؤكدا على ضرورة مواصلة توطيد العلاقات الثنائية القائمة بين الرباط وبوغوتا منذ أكثر من 50 سنة.
وأبرز السيناتور، الذي يقود وفدا عن مجلس الشيوخ الكولومبي في زيارة للمغرب بدعوة من مجلس المستشارين، أن أكثر من 60 عضوا بمجلس الشيوخ الكولومبي اعتمدوا، مؤخرا، ملتمسا جديدا يدعم على نحو تام الوحدة الترابية للمغرب وسيادته على صحرائه، ويرفضون بموجبه السياسة الخارجية للرئيس الحالي لجمهورية كولومبيا، الذي قرر دعم “البوليساريو ” .
كما أكد السيد ألفاريز، في هذا السياق، على ضرورة احترام سيادة الدول، مشيرا إلى أنه من المرفوض دعم مجموعة انفصالية وإرهابية.
وسجل أنه سيتم تعزيز العلاقات بين الرباط وبوغوتا وإعادتها إلى مسارها الصحيح عند انتهاء ولاية الحكومة الحالية.
من جانبها، جددت السيدة باولا هولغوين مورينو، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الكولومبي، تأكيد دعمها للوحدة الترابية للمملكة، ولمغربية الصحراء.
كما أشادت البرلمانية الكولومبية بمستوى التنمية الذي تعرفه مدينة العيون على كافة المستويات، وبجودة البنيات التحتية والاستثمارات المنجزة على مستوى المدينة، معتبرة أن هذه الإنجازات ستسهم بشكل كبير في تحسين رفاهية الساكنة.
من جهته، أبرز الممثل الدائم لمجلس المستشارين لدى المجموعات البرلمانية لأمريكا اللاتينية والكاريبي، أحمد لخريف، أن زيارة الوفد الكولومبي تؤكد موقف البرلمان الكولومبي من القضية الوطنية، مذكرا بأن هذه المؤسسة قدمت وثيقة “تاريخية” ترفض من خلالها، وعلى نحو قاطع “القرار المضلل” للحكومة الحالية بإقامة علاقات مع الجمهورية المزعومة.
وأضاف أن هذه الزيارة تؤكد، أيضا، العلاقات الجيدة القائمة بين المغرب وكولومبيا، مرحبا بموقف مجلس الشيوخ الكولومبي المتوافق مع مواقف المجتمع الدولي بشأن مغربية الصحراء.
وأشار السيد لخريف إلى أن هذه الزيارة أتاحت لأعضاء الوفد الكولومبي التعرف عن كثب على مستوى التنمية في الأقاليم الجنوبية، والاطلاع على الأمن والسكينة والاستقرار السائد في المنطقة، مما يضحد أكاذيب وادعاءات “البوليساريو”.
وكان الوفد البرلماني الكولومبي قد عقد اجتماعا مع والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل إقليم العيون عبد السلام بكرات، تم خلاله تسليط الضوء على النهضة التنموية التي تشهدها المنطقة في شتى المجالات، وذلك في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2015.
وشكل هذا اللقاء، الذي جرى بحضور رئيس مجموعة الصداقة المغربية الكولومبية بمجلس المستشارين، جمال الوردي، فرصة للوفد الكولومبي للتعرف على التقدم الكبير الذي تم إحرازه بالمنطقة تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك، وكذا البرامج التنموية الجاري تنفيذها، بالإضافة إلى الانتخابات الحرة والشفافة الأخيرة التي تميزت بمشاركة واسعة من الساكنة المحلية.
بعد ذلك، عقد أعضاء مجلس الشيوخ اجتماعا مع رئيس المجلس البلدي، مولاي حمدي ولد الرشيد، تم خلاله تقديم عرض حول البرنامج التنموي لجماعة العيون، يشمل مختلف المشاريع التنموية المندرجة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية .
وبهذه المناسبة، سلم رئيس مجموعة الصداقة الكولومبية – المغربية بمجلس الشيوخ الكولومبي والي الجهة ورئيس المجلس البلدي نسخة من الملتمس الذي اعتمده مجلس الشيوخ الكولومبي مؤخرا، والذي ينص على الدعم المطلق للوحدة الترابية للمغرب وسيادته على صحرائه، مع تجديد الرفض القاطع من قبل “الممثلين الشرعيين للشعب الكولومبي” “للقرار المضلل” للحكومة الحالية بإقامة علاقات مع الجمهورية الوهمية.
وجاء في هذا الملتمس الذي اعتمدته الأغلبية الساحقة المكونة من 65 سيناتورا من أصل 105 في الغرفة العليا للكونغرس الكولومبي: ” باعتبارنا أعضاء في مجلس الشيوخ وممثلين شرعيين للشعب الكولومبي، فإننا نرفض بشدة هذا القرار المضلل للحكومة الحالية، والذي لا يمثل بأي حال من الأحوال موقف الكولومبيين إزاء المغرب، ونجدد تأكيد موقفنا الثابت المتمثل في احترام السيادة والوحدة الترابية للمملكة المغربية”.
كما عقد الوفد البرلماني الكولومبي اجتماعا مع القناصل الأفارقة المعتمدين بالعيون، لاسيما القناصل العامون لجزر القمر والغابون وساو تومي وبرينسيب، تم خلاله إبراز التطور التنموي الذي تشهده الجهة، وما تعرفه من دينامية على مستوى افتتاح قنصليات عامة بالعيون والداخلة.
كما اغتنم أعضاء مجلس الشيوخ الكولومبي، الفرصة للقيام بزيارت ميدانية للبنى التحتية التعليمية والرياضية والسوسيو – اجتماعية والصحية، حيث عاينوا على أرض الواقع الجهود المبذولة لضمان التنمية الشاملة والمتكاملة للمنطقة.
و خلال زيارتهم للمملكة، عقد أعضاء مجلس الشيوخ الكولومبي لقاءات مع رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي، ورئيس مجلس المستشارين النعم ميارة، ورئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (كوركاس)، خليهن ولد الرشيد.
ومع: 07 دجنبر 2023