شكل موضوع “تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة” محور يوم دراسي نظمته، يوم الثلاثاء 02 أبريل بالداخلة، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب، وذلك تخليدا لليوم الوطني للأشخاص في وضعية إعاقة.
ويندرج هذا اللقاء، المنظم تحت شعار “ضمان حق الأطفال في وضعية إعاقة في التمدرس مسؤوليتنا جميعا”، بتنسيق مع النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بالداخلة والمديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية والمنسقية الجهوية للتعاون الوطني واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، في إطار تنزيل مضامين خارطة الطريق 2022 – 2026 خاصة البرنامج رقم 13 المتعلق بالتربية الدامجة. كما يأتي هذا اليوم الدراسي تجسيدا للأهمية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمملكة، وإعمالا للاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وانسجاما مع أحكام دستور البلاد الذي يعتبر التربية والصحة حقوقا للمواطنين، مع حظر ومكافحة جميع أشكال التمييز، بما فيها التمييز على أساس الإعاقة.
وفي كلمة افتتاحية، قال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، محمد فوزي، إن هذا اليوم الدراسي، الذي يندرج في إطار الاحتفاء باليوم الوطني للمعاق، يشكل مناسبة للوقوف على وضعية تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، والبحث في سبل تطوير التربية الدامجة على مستوى جهة الداخلة – وادي الذهب.
وأضاف أن اللقاء هو فرصة للانفتاح على مختلف المتدخلين المؤسساتيين من أجل بحث السبل الكفيلة بإرساء عمل مشترك تنزيلا للدورية المشتركة ذات الصلة بالتربية الدامجة، وتوحيد كل الجهود والمبادرات من أجل تمكين الأطفال في وضعية إعاقة من حقهم في التمدرس الجيد والمنتج، الذي يجعلهم قادرين على الاندماج في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
من جهته، دعا المدير الجهوي للصحة والحماية الاجتماعية، مرتضى جبار، إلى تضافر الجهود وإرساء شراكة بين كل الفاعلين في المجتمع، من الأسر والمدارس والمعلمين إلى المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، بهدف ضمان تعليم جامع وشامل لكل طفل، بغض النظر عن وضعه الجسدي أو الذهني.
وأضاف أنه ينبغي بذل مزيد من الجهود لتوفير بيئة تعليمية متاحة وشاملة تلبي احتياجات الجميع، بما في ذلك التلاميذ في وضعية إعاقة، من خلال تكييف المناهج وأساليب التدريس، وتوفير الدعم الفردي حسب الحاجة، وتعزيز وعي وتكوين الأطر التعليمية والصحية حول حقوق الأطفال في وضعية إعاقة وكيفية تلبية احتياجاتهم التعليمية الخاصة.
وأكد السيد جبار، في هذا الصدد، التزام المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بدورها في دعم هذه الجهود، من خلال توفير الخدمات الصحية الضرورية والدعم النفسي والاجتماعي اللازم للأطفال في وضعية إعاقة وأسرهم، بهدف تمكينهم من المشاركة الكاملة في العملية التعليمية.
من جانبها، قالت رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، ميمونة السيد، إن هذا اليوم الدراسي يهدف إلى مقاربة السياسات العمومية التي ترمي إلى إدماج الأطفال في وضعية إعاقة في العملية التربوية، كما يروم الاطلاع على فعلية الحق في التمدرس بالنسبة لهذه الفئة من التلاميذ.
وأضافت أن محطة اليوم الوطني للأشخاص في وضعية إعاقة تعتبر، على المستوى الجهوي، مناسبة لإبراز ما تم إنجازه في مجال إدماج هذه الفئة من المجتمع، ولحظة للدعوة إلى مزيد من التعبئة المجتمعية وانخراط مختلف المتدخلين، بما يخدم فعلية الإدماج للأطفال في وضعية إعاقة.
وتم، على هامش هذا اليوم الدراسي، تقديم عرض حول حصيلة وبرنامج التربية الدامجة الخاص بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب، وعرض خاص بالمنسقية الجهوية للتعاون الوطني، وآخر خاص بالمديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية.
ويتم دمج الأطفال في وضعية إعاقة بالمؤسسات التعليمية تفعيلا لمقتضيات المقرر الوزاري 19/047 بشأن التربية الدامجة للتلميذات والتلاميذ في وضعية إعاقة، حيث يتم دمج هؤلاء مع أقرانهم بمختلف المسارات الدراسية من خلال تكييف المحتويات وطرق وتقنيات التدريس والتركيز على حاجيات كل طفل، انطلاقا من تشخيص دقيق لقدراته ووتيرة تعلمه.
(ومع: 02 أبريل 2024)