دعا خبراء مغاربة وأجانب، يوم الثلاثاء 15 أكتوبر بالداخلة، إلى العمل على تعزيز التعاون الدولي بشكل أكبر لحماية التراث البحري.
وحذر خبراء من السنغال وموريتانيا والرأس الأخضر والبرتغال بالإضافة إلى المغرب، في إطار “ورشة الداخلة الدولية” المنظمة من قبل جمعية السلام لحماية التراث البحري، من العوامل التي يتعرض لها التراث البحري، ومن بينها التغيرات المناخية والتلوث والتنمية الساحلية غير المتحكم فيها.
وفي هذا السياق، دعوا إلى تحديد إطار عمل مشترك وتعزيز القدرات من خلال التكوين المتخصص في مجال حماية التراث البحري. وفي كلمة بالمناسبة، أشار رئيس جمعية السلام لحماية التراث البحري الشيخ المامي أحمد بازيد إلى أن “التراث البحري سواء كان أثريا أو ثقافيا أو طبيعيا هو جزء لا يتجزأ من تراثنا العالمي الذي يشهد على براعة أجدادنا وتبادلاتهم واستكشافاتهم”.
وتابع أن هذا التراث مهدد الآن بسبب العديد من المشاكل، ومن هنا تأتي أهمية “تعزيز تعاوننا الدولي بشكل عاجل”. وأشار السيد أحمد بازيد، في هذا الصدد، إلى أن “ورشة الداخلة الدولية” توفر منصة مهمة على المستوى الأفريقي لمناقشة القضايا الراهنة المرتبطة بالحفاظ على التراث البحري، وفقا لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وعقد المحيطات.
من جانبه، أشاد بيدرو دا كوستا باروس، الخبير في المركز الوطني للآثار البحرية والمغمورة في البرتغال، بهذه المبادرة التي تعتبر “فرصة لمناقشة التحديات التي تواجه تراثنا البحري المشترك” والتفكير في حلول مستدامة لحماية التراث البحري.
وبدوره، أكد عمر باديان، مدير التراث الثقافي بوزارة الشباب والرياضة والثقافة السنغالية، أهمية التعاون الدولي لتعزيز التراث البحري، الذي يظل في غالب الأحيان غير معروف في أفريقيا.
ودعا في السياق إلى إنشاء منصة تبادل بما يمكن الفاعلين في مجال التراث البحري من التعرف على بعضهم البعض بشكل أفضل وتعزيز التعاون بينهم، من أجل تبادل الخبرات في هذا المجال ووضع سياسات تثمين هذا التراث الذي لا يقدر بثمن.
وتم خلال هذا اللقاء مناقشة عدة محاور منها “نحو تعاون دولي من أجل التراث البحري: الفرص والآفاق”، و”التراث البحري: التاريخ والهوية”، و”التراث البحري: قضايا وتحديات التكيف في مواجهة التغيرات المناخية”.
وتتضمن “ورشة الداخلة الدولية” التي تتواصل على مدى أربعة أيام ( من 15 إلى 18 أكتوبر الجاري)، العديد من الأنشطة، ومن بينها التدريب على أحدث تقنيات التصوير المساحي، وتنظيم معارض واجتماعات مع الفاعلين المحليين، وزيارات ميدانية لاستكشاف التراث البحري للجهة.
(ومع: 16 أكتوبر 2024)