انطلقت، يوم الاثنين 13 ماي 2024 بالداخلة، فعاليات الدورة الجهوية الأولى لبرلمان الطفل (موسم 2023-2025)، بمشاركة 23 طفلا برلمانيا من أكاديميات التربية والتكوين التابعة للجهات الجنوبية الثلاث، كلميم – واد نون، والعيون – الساقية الحمراء، والداخلة – وادي الذهب.
وتأتي هذه الدورة، التي يحتضنها مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب، على مدى يومين، تحت شعار “لكل طفل الحق في الصحة النفسية”، تفعيلا لمضامين خارطة الطريق 2022 – 2026، خاصة البرنامج الرابع المتعلق بالأنشطة الموازية، الذي يروم الانفتاح والتفتح، وتعزيز قيم المواطنة لدى الناشئة.
وتشكل الدورة الجهوية لبرلمان الطفل، التي ينظمها المرصد الوطني لحقوق الطفل تحت الرعاية السامية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، فرصة لتكريس مبادئ حقوق الطفل والتفكير في القضايا ذات الأولوية لدى الأطفال البرلمانيين على الصعيدين المحلي والجهوي.
كما تسعى هذه التظاهرة إلى بلورة مقترحات من طرف الأطفال البرلمانيين بالجهات الجنوبية الثلاث تهم المواضيع الراهنة ذات الصلة بمجال الطفل، وتدارس أولوياتهم وانشغالاتهم، وذلك تحضيرا للدورة الوطنية لبرلمان الطفل.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت المديرة التنفيذية للمرصد الوطني لحقوق الطفل، إحسان المقرئ الإدريسي، أن صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم ارتأت ضرورة النهوض بالصحة النفسية للطفل، على إثر التراكمات الناجمة عن جائحة كورونا والحجر الصحي الذي تلاها وكارثة زلزال الحوز، وهي عوامل كانت سببا في انقطاع دورات برلمان الطفل خلال السنوات الأخيرة. وأوضحت، في هذا الصدد، أن الأطفال المشاركين سيستفيدون من تكوينات موجهة في مجال الصحة النفسية من طرف ممثلي اختصاصيين في الصحة النفسية للطفل من المستشفيات الجامعية بالمملكة، وكذا من وكالة التنمية الرقمية لتدارس خطورة تواجد الأطفال بالمجال الرقمي وأثر ذلك على صحتهم النفسية.
وأشارت السيدة المقرئ الإدريسي إلى أن هذه الإجراءات تندرج ضمن المخطط الوطني للنهوض بحقوق الطفل والوصول إلى أهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف الثالث الذي يتم التركيز عليه بقوة هذه السنة خلال أعمال المرصد الوطني لحقوق الطفل.
من جهتها، قالت ممثلة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، فاطمة أكرو، إن أشغال هذه الدورة تشكل فرصة للنقاش حول حقوق الطفل والتفكير في أولويات الاشتغال على المستويين المحلي والجهوي، بهدف ترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية لدى الأطفال البرلمانيين، وتمكينهم من الاضطلاع بدورهم كسفراء لقضايا الطفولة وفاعلين في التنمية الجهوية.
وأوضحت أنه في إطار المقاربة التربوية وتماشيا مع أهداف خارطة الطريق 2022 – 2026، فقد عملت وزارة التربية الوطنية على إرساء الآليات الكفيلة بتربية الناشئة على قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة وفضائل السلوك المدني وثقافة احترام الآخر، سواء من خلال ما يتضمنه المنهاج التربوي أو من خلال أنشطة الحياة المدرسية.
وأشارت إلى أنه تم إرساء وتفعيل الأندية التربوية الموضوعاتية وتشجيع المشاركة التلاميذية فيها باعتبارها فضاء لتنمية القدرات وترسيخ الوعي بالحقوق والواجبات، مؤكدة أن الوزارة تعمل على تعزيز الحق في المشاركة للتلاميذ وتربيتهم على الممارسة الديمقراطية، عبر مشاركتهم في مجالس المؤسسات وتدبير الشأن التربوي والمجتمع من خلال تجربة برلمان الطفل.
من جانبه، قال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب، محمد فوزي، إن هذا اللقاء يهدف إلى تكوين الناشئة، لاسيما تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية، في مجال الترافع عن قضاياهم والدفاع عن حقوقهم، في إطار المقاربة الشاملة للمملكة لاحترام حقوق الإنسان وتعزيز قيم المواطنة لدى الناشئة.
وأضاف السيد فوزي أن هذه التجربة الفريدة هي بمثابة تمرين ديمقراطي يتوخى المساهمة في بناء شخصية الأطفال وتطوير مواهبهم باعتبارهم رجال ونساء الغد، وترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان لدى هذه الناشئة، بما يساهم في الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة المنشودة.
وتميز اليوم الأول من فعاليات هذه الدورة الجهوية، بتقديم عرض ومناقشة حول المرصد الوطني لحقوق الطفل كمؤسسة وطنية مستقلة لصالح الطفولة، وكذا التعريف بالاتفاقيات الدولية لحقوق الطفولة، وكذا ببرلمان الطفل (التأسيس، التركيبة، الأهداف، موضوع الدورة)، بالإضافة إلى تنظيم تكوينات في مجال الصحة النفسية للطفل، ومجال الثورة الرقمية وآثارها.
وسيعرف اليوم الثاني، تنظيم ورشات وجلسات تفاعلية ونقاش عام حول أولويات اشتغال الأطفال البرلمانيين على مستوى الجهات الجنوبية الثلاث، ومناقشة عامة لميثاق برلمان الطفل، بالإضافة إلى انتخاب ممثلي الأولويات وانتخاب عضوين من لجنة التحكيم.
يشار إلى أن برلمان الطفل يتكون من 395 عضوا تتراوح أعمارهم بين 10 و16 سنة، من بينهم أطفال مدارس الفرصة الثانية والمجالس التلاميذية، ممن تم اختيارهم على أساس التفوق الأكاديمي أو مواهبهم في مجالات مختلفة، أو بناء على مشروع متعلق بحقوق الطفل يتم تقديمه أمام لجنة مشكلة لهذا الغرض.
ومع: 13 ماي 2024