شكل موضوع “تعدد الثقافة الوطنية في تحقيق الأمن القومي: المملكة المغربية نموذجا”، محور ندوة دولية نظمت اليوم السبت بسيدي إفني، ضمن فعاليات النسخة الثانية للمنتدى الدولي للشباب ( 19-21 يناير الجاري) الذي تنظمه الهيئة المغربية للشباب الملكي الصحراوي.
وسلط المشاركون في هذه الندوة، التي أطرها باحثون وجامعيون وكذا مختصين في علم النفس الاجتماعي، الضوء على أهمية التعددية الثقافية في تحقيق الأمن القومي للدول ومنها المغرب الذي يتميز بمزيج من الثقافات والتعايش والتسامح والاختلاف.
وعرفت هذه الندوة مشاركة وفد عن اتحاد الطلبة الأجانب الناطقين بالعربية في المغرب، وهم طلبة من مصر وموريتانيا وجيبوتي وتشاد والصومال.
وأكد رئيس الهيئة المغربية للشباب الملكي الصحراوي، زكريا شاكر، في كلمة بالمناسبة، أن المغرب تميز عبر الأحقاب والأجيال بمزيج من الثقافات والأديان والشعوب والأعراق، وبرهن عن قدرته الملهمة في التعامل مع الهجرات المتنوعة، وبذلك تمكنت المملكة، باحترامها للخصوصيات، أن توفر مساحات للعيش المشترك والتلاقح الإنساني.
وأبرز أن المغرب كبلد غني ومتنوع بمشاربه الروحية والثقافة، عزز هويته حول مجموعة من المثل العليا، فبرهن بذلك على قدرة استيعابه لمختلف الثقافات والأجناس البشرية.
من جهته، أعرب صلاح الدين حقار (تشاد)، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة الأجانب الناطقين بالعربية في المغرب، عن سعادته بحضور في هذه الندوة، مشيرا إلى أن موضوع هذا اللقاء هو مهم وذو راهنية وله أبعاد كثيرة باعتباره يتناول موضوع تعدد الثقافة الوطنية في تحقيق الأمن القومي للدول.
وخلال هذه التظاهرة العلمية، تم تقديم مداخلات وعروض تناولت، بالخصوص، مفهوم التعددية الثقافية من خلال مقاربة علم النفس الاجتماعي والمقاربة الحقوقية والدينية، وكذا مكانة الثقافة والتنوع الثقافي في دستور المملكة، بالإضافة إلى دور المجتمع المدني في تدبير التنوع والاختلاف والتعايش الذي يميز المجتمع المغربي.
وفي هذا السياق، أبرز المهدي الحراق، باحث في علم النفس الاجتماعي، أهمية موضوع الندوة بالنظر لراهنيته في ظل ما يعرفه العالم من تحولات اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية.
وأضاف السيد الحراق، وهو عضو المجلس الإداري للهيئة المغربية للشباب الملكي الصحراوي، أن هذا اللقاء فرصة لمقاربة التعددية الثقافية بالمغرب والتي تتجلي في التلاقح الكبير بين الثقافات وخاصة الحسانية والأمازيغية، مبرزا أن المجتمع المغربي الذي يتميز بالتعدد والتنوع، له تجربة كبيرة في تدبير التنوع والتعايش والاختلاف.
كما تطرق إلى مفهوم التعددية الثقافية من منظور علم النفس الاجتماعي، مشيرا إلى أن هذا التعدد الثقافي يشكل زخما سيكولوجيا يجب أن يحضى بالدراسة العلمية والأكاديمية من طرف متخصصين.
أما حسن معتوق، منسق عمل المرشدين بالمجلس العلمي المحلي بسيدي إفني، فتوقف عند أدوار المجالس العلمية المحلية في تعزيز الثقافة الوطنية وحماية الأمن والهوية المغربية، وكذا التحسيس بأهمية التنوع الثقافي وضرورة المحافظة عليه، مشيرا إلى أن الشخصية المغربية تتميز بمجموعة من الخصائص منها جانب التدين باعتبار أن الدين بالنسبة للمغاربة ليس مجرد شعائر تعبدية فقط وإنما هو عقيدة وثقافة وسلوك وعادات وقيم.
وتناولت باقي المداخلات، بالخصوص، مكانة التعددية الثقافية في المواثيق الدولية والقوانين الوطنية، ودور المدرسة في تعزيز القيم الوطنية وحضور هذه القيم في المناهج التربوية داخل المؤسسات التعليمية، وكذا دلالات الإقرار الرسمي لرأس السنة الأمازيغية وأسسه التاريخية والحضارية.
ويأتي تنظيم هذه الندوة ضمن النسخة الثانية للمنتدى الدولي للشباب المنظمة بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، تحت شعار “تمكين الشباب دعامة لبناء الوحدة الوطنية وتحقيق الأمن الهوياتي”، وذلك في إطار تخليد الذكرى ال 80 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، واحتفاء بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2974.
ويتضمن برنامج هذا المنتدى تنظيم أمسية فنية تراثية، وزيارة لفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة وجيش التحري بسيدي إفني.
ومع: 20 يناير 2024