تعتبر وحدة التعليم الأولي تلمزون بإقليم طانطان، التي تم إنجازها سنة 2021 بفضل تمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشروعا نموذجيا يبرز الجهود التي تقوم بها المبادرة لفائدة الطفولة المبكرة.
وتم إنجاز هذه الوحدة في إطار برنامج “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة” للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، الذي يهدف إلى دعم وتعزيز تمدرس الأطفال بالوسط القروي والاستثمار في هذه الفئة من المجتمع منذ سن مبكرة.
وتروم هذه البنية التربوية المتواجدة بالجماعة الترابية تلمزون، دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي والحد من الهجرة القروية.
وتعد هذه الوحدة التي عززت العرض التربوي بالإقليم، إحدى وحدات التعليم الأولي الخمسة المتواجدة بجماعات المسيد، وأبطيح، وبن خليل، والشبيكة، وتلمزون، والتي يستفيد من خدماتها ما مجموعه 65 طفلا.
وتستقبل هذه الوحدة، المؤثثة بمعدات بيداغوجية ولوازم دراسية وكتب، خلال الموسم الدراسي الحالي، 13 طفلا تتراوح أعمارهم بين أربع وخمس سنوات القاطنين بجماعة تلمزون، يتم تلقينهم أبجديات اللغة والأعداد والرسم، وكذا التعليم والتربية بواسطة اللعب.
وأكد حسن استيتي، إطار بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم طانطان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه البنية التعليمية هي واحدة من بين خمس وحدات مخصصة للتعليم الأولي بجماعات تلمزون والشبيكة وأبطيح والمسيد وبن خليل.
وأبرز أن التعليم الأولي يهدف إلى تنمية القدرات المعرفية للناشئة باعتبار أن من الأدوار الرائدة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية مواكبة الطفل في مساره التعليمي منذ سنته الأولى حتى الخامسة من عمره وذلك بغية اندماجه بشكل جيد في المنظومة التعليمية.
من جهتها، قالت سكينة احديد، مربية بهذه الوحدة للتعليم الأولي، إنها قبل التحاقها بهذه الوحدة استفادت من تكوينات مكنتها من التعرف على بيداغوجية الاشتغال وطريقة التعامل مع الأطفال، مضيفة أن من أهم بيداغوجيات التعليم الأولي بهذه المؤسسة تلك التي تعتمد على التربية والتفتح والتعلم.
وأبرزت أن تعليم الأطفال يمر عبر عدة مراحل تبدأ باستقبالهم بالوحدة، ثم اعتماد ركن التجمع، والعمل في إطار مجموعات.
ويعد التعليم الأولي أحد المحاور الأربعة ذات الأولوية في المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرنامجها الرابع بعنوان “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة” الذي يهتم بتنمية الطفولة المبكرة، باعتبارها مرحلة حاسمة تتيح للفرد التطوير الذاتي من خلال التغلب على العقبات المرتبطة بالتنمية، وذلك في إطار مقاربة شاملة ومتكاملة مع مختلف القطاعات الوزارية المختصة.
وتهدف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال هذا البرنامج إلى دعم تعليم الأطفال بالمناطق القروية والاستثمار في هذه الفئة من المجتمع منذ سن مبكرة، وتوفير الشروط المطلوبة لضمان الولوج إلى المدرسة لكل الأطفال في سن التمدرس.
(ومع: 30 شتنبر 2024)