شكل موضوع “اللغة العربية واللهجة الحسانية: الأصول والتعالق والامتداد” محور ندوة علمية انطلقت أشغالها، يوم الاثنين 01 يوليوز بالداخلة، بمشاركة ثلة من الخبراء والأكاديميين والباحثين. ويندرج هذا اللقاء العلمي، المنظم من طرف منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو”، في إطار سلسلة من المبادرات الرامية إلى إبراز الثقافة الحسانية وإدماجها والنهوض بها، ودعم الجهود الهادفة إلى صيانة الهوية الثقافية الحسانية والحفاظ عليها، تماشيا مع مقتضيات دستور المملكة.
وتهدف هذه الندوة، المنظمة بشراكة مع مركز القاضي عياض للعلوم الإنسانية والدراسات القانونية ومركز الصحراء للدراسات الإنسانية والاجتماعية، إلى استكشاف عمق الروابط التاريخية واللغوية بين اللغة العربية واللهجة الحسانية، وإبراز الخصائص اللغوية والتميز الكبير لهذه اللهجة الغنية بالأنماط التعبيرية الشفاهية المتنوعة والمرتبطة بالصحراء.
وفي كلمة بهذه المناسبة، قال رئيس مركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها، مجدي حاج إبراهيم، إن هذه الندوة تندرج ضمن أنشطة وبرامج منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” الرامية إلى تعزيز حضورها بالمغرب (بلد المقر)، ولتؤكد من خلالها المنظمة على سيادة المملكة المغربية على صحرائها.
وأضاف السيد حاج إبراهيم أن تنظيم هذه الندوة يجسد، كذلك، دعم منظمة “الإيسيسكو” للتراث غير المادي، مبرزا أن اللهجة الحسانية هي موروث ثقافي عريق ورمز معرفي أصيل له خصائص وتعبيرات لغوية متميزة، فضلا عن كونها رافدا أساسيا ومكونا حضاريا ضمن الهوية المغربية الموحدة.
من جهتها، أكدت رئيسة مركز القاضي عياض للعلوم الإنسانية والدراسات القانونية، وردة البرطيع، أن الثقافة الحسانية تحظى بعناية مولوية سامية تتجسد في الحرص على صون الموروث الثقافي الحساني وتأهيله وإدماجه في الهوية المغربية المتنوعة ومتعددة الروافد، مبرزة أن التوجيهات الملكية السامية كانت حاسمة في صياغة سياسة ثقافية خاصة بالمكون الحساني. وأوضحت أن الاهتمام الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للثقافة الحسانية يعكس الغنى والتنوع والتعدد الذي تزخر به هذه الثقافة على مستوى الأصول والمشارب والروافد، مشيرة إلى أن الثقافة الحسانية بمكوناتها “اللغة، نمط العيش، العادات..” هي خزان معرفي وبوتقة انصهرت فيها العديد من الثقافات. من جانبه، قال رئيس مركز الصحراء للدراسات الإنسانية والاجتماعية، محمد عالي الجماني، إن هذه التظاهرة العلمية تهدف إلى إبراز الأهمية الكبرى التي تحظى بها اللهجة الحسانية ضمن الموروث الثقافي للأقاليم الجنوبية للمملكة، مع تسليط الضوء على العلاقة الوثيقة القائمة بينها وبين اللغة العربية.
واستحضر، في هذا الصدد، الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، الذي أكد على النهوض بالثقافة الحسانية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية الوطنية الموحدة، وموروثا يحافظ على التقاليد والعادات التي ترمز إلى وحدة الوطن.
وتتوزع محاور هذا اللقاء على عدة مواضيع، من بينها على الخصوص، “الأصول العربية القديمة للهجة الحسانية”، و”اللهجة الحسانية ومكانتها في تثبيت قواعد اللغة العربية”، و”الرمز واللغة والتعبير بين اللهجة الحسانية واللغة العربية”، و”الموارد المعجمية والخصائص التركيبية للهجة الحسانية المستقاة من اللغة العربية”. كما تتضمن الندوة، المنظمة في إطار جلستين علميتين اثنتين، مداخلات تهم، على الخصوص، “تقاطع اللغة العربية والحسانية في السرد”، و”الثقافة الحسانية: الأصول والامتداد”، و”الشعر الشعبي الحساني: المرجعيات الثقافية والجمالية العربية”، و”التراث اللامادي ورهان التنمية: التراث الحساني في الصحراء المغربية نموذجا”.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة، المنظمة على مدى يومين، بالتوقيع على شراكة بين مركز القاضي عياض للعلوم الإنسانية والدراسات القانونية ومركز الصحراء للدراسات الإنسانية والاجتماعية، بشأن تنظيم ندوات وأنشطة ومشاريع فكرية وثقافية مشتركة تهدف إلى دعم قدرات الطلبة والباحثين، وتكوين المنخرطين في المؤسستين.
(ومع: 02 يوليوز 2024)