تعد منصة الشباب بإقليم بوجدور، التي تم إحداثها في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أداة حقيقية للإدماج الاقتصادي الذي يهدف إلى تعزيز القابلية للتشغيل في صفوف شباب الإقليم وتحفيز روح المبادرة لديهم.
وتقدم هذه المنصة، التي أحدثتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2020 في إطار برنامجها “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، بشراكة مع جمعية “بوجدور مبادرة” التي تدير المنصة، خدماتها لشباب الإقليم حتى يتمكنوا من تطوير قدراتهم ومهاراتهم الشخصية والمهنية، فضلا عن مواكبتهم لتحقيق طموحاتهم في إنشاء مقاولاتهم الخاصة، وبالتالي الدفع بدينامية سوسيو-اقتصادية قوية على مستوى الإقليم.
واستقبلت هذه المنصة، التي عبأت استثمارا قدره 1.78 مليون درهم على مساحة تبلغ حوالي 400 متر مربع، حوالي 1123 شابا منذ إطلاقها كما واكبت 325 حاملا للمشاريع.
وتتوفر هذه المنصة على فضاءات للاستقبال والاستماع والتوجيه والمواكبة لإيجاد فرص الشغل، وفضاء للتكوين والتنشيط والمواكبة لفائدة التعاونيات، بالإضافة إلى فضاءات لتعزيز المهارات لدى الشباب الباحث عن الشغل.
وتشمل مجالات تدخل هذه المنصة، المخصصة لفائدة الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 و45 سنة، ثلاثة محاور رئيسية تتعلق بدعم ريادة الأعمال لفائدة الشباب، والقابلية للتشغيل لدى الشباب، ودعم مشاريع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وهكذا، استفاد شباب إقليم بوجدور من دورات تكوينية أشرف عليها مؤطرون من المنصة همت، على الخصوص، دراسة الجدوى والدراسة المالية والتقنية للمشروع وطرق تسويق المنتوجات، وبلورة مخطط أعمال وتكنولوجيا المعلوميات، بالإضافة إلى تعزيز مهارات الشباب في مجال اللغات والإعلام وتقنيات البحث عن عمل والتنمية الشخصية.
وفي ما يتعلق بمحور دعم ريادة الأعمال، قدمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دعما ماليا وتقنيا ناهز 6 ملايين درهم، خلال الفترة 2019-2023، لتنفيذ 59 مشروعا لفائدة 212 مستفيدا.
وتهم الخدمات المقدمة من طرف هذه المنصة المواكبة التقنية ما قبل إنشاء المقاولة والتي تتراوح مدتها من 3 إلى 6 أشهر، والدعم المالي المحدد في سقف 100 ألف درهم، حيث يمثل الدعم 60 في المئة من تكلفة المشروع و40 في المئة كمساهمة من حامل المشروع، بالإضافة إلى المواكبة التقنية لما بعد إنشاء المقاولة في حالة تمت الموافقة على التمويل، والتي تتراوح مدتها من 12 إلى 24 شهرا.
وبالنسبة لمحور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تمت تعبئة أزيد من 4 ملايين درهم لإنجاز 58 مشروعا لفائدة 313 مستفيدا، في إطار الشراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسة فوسبوكراع، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، ووكالة الجنوب، والمجلس الإقليمي لبوجدور.
ويروم هذا المحور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل بهدف تثمين وتعزيز سلاسل القيم الواعدة بالإقليم وذات الوقع الكبير في ما يخص تشغيل الشباب وتسهيل إدماجهم اقتصاديا مع مراعاة مقاربة النوع.
ويستفيد المرشحون المقبولون بصفة نهائية من مواكبة تقنية في مجال تطوير قدرات الإنتاج (مواكبة تقنية في مجال العلامات التجارية وعلامات الجودة والتصديق…)، بالإضافة إلى دعم مالي بالنسبة للمشاريع المنتقاة في حدود 60 في المئة من الكلفة الإجمالية للمشروع دون أن تتجاوز السقف المسموح به والمحدد في 300 ألف درهم.
وبخصوص برنامج القابلية للتشغيل، تهدف هذه المنصة إلى إدماج الشباب في سوق الشغل وتطوير مسار مهني لفائدة تنظيم ورشات حول سوق الشغل والمهارات الناعمة.
ووفقا لمعطيات قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم بوجدور، فقد صادقت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بوجدور، خلال الفترة 2019-2023، على ما مجموعه 117 مشروعا تنمويا لفائدة 525 شابا، من بينهم 205 نساء، بغلاف مالي قدره 24.4 مليون درهم، وذلك في إطار تنفيذ المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لاسيما برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب.
وتهم معظم هذه المشاريع، التي ساهم فيها صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 14 مليون درهم، قطاعات مختلفة تشمل الفلاحة (13 مشروعا) والصيد البحري (11) والصناعة التقليدية (42) والصناعة والتجارة والخدمات (48) والسياحة (3).
وتساهم منصة الشباب ببوجدور في تنزيل البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال تعزيز القابلية للتشغيل لدى الشباب وتسهيل إدماجهم في سوق العمل، فضلا عن دعم ريادة الأعمال.