انطلقت يوم الجمعة 14 نونبر بالداخلة، أشغال الدورة الخامسة للمنتدى السنوي “المغرب الدبلوماسي-الصحراء”، تحت شعار 50 سنة على المسيرة الخضراء: الوحدة الوطنية والطموح القاري”.
ويهدف هذا المنتدى، الذي ينعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي تنظمه المجموعة الإعلامية “ماروك ديبلوماتيك” (Maroc Diplomatique)، على مدى يومين، إلى تسليط الضوء على الأبعاد التاريخية والسياسية للمسيرة الخضراء، وارتباطها بالوحدة الترابية للمملكة، فضلا عن انعكاساتها على السياسات المعاصرة، وبالأخص الدور المحوري للمغرب في تعزيز الاندماج الإقليمي والتعاون القاري.
ويعد المنتدى ملتقى للتبادل والتفكير، حيث تلتئم فيه ثلة من المسؤولين الحكوميين، والفاعلين الاقتصاديين، والجامعيين، إضافة إلى ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكدت سعاد مكاوي، المديرة العامة لـ”ماروك ديبلوماتيك”، وأحد مؤسسي المجموعة الإعلامية، أن تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة تتجاوز مجرد نجاح جهوي، مبرزة أنها تجسد مغربا موحدا، ومنفتحا، و ذا سيادة ومتضامنا.
وأضافت أن مغرب اليوم يتحدد بهويته الإفريقية وإرادة بناء إفريقيا ذات سيادة وموحدة في تنوعها، مذكرة بأن السياسة الخارجية للمملكة، المستنيرة بالرؤية الملكية، “تقوم على الشراكة بدلا من المساعدات، وعلى التعاون بدلا من التبعية والتضامن بدلا من التنافس”. ومن جانبه، أكد رئيس مجلس جهة الداخلة–وادي الذهب، الخطاط ينجا، أن الجهة تفرض نفسها اليوم كمنصة قارية ومحور إفريقي-أطلسي، وهمزة وصل بين الشمال والجنوب، وبين أوروبا وغرب إفريقيا وأمريكا اللاتينية، مما يجعلها فضاء استراتيجيا في صميم سلاسل القيمة العالمية الجديدة. وأوضح الخطاط ينجا أن القرار 2797 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الصحراء المغربية ليس مجرد انتصار دبلوماسي، بل هو أيضا عامل استقرار، وإشارة قوية للمستثمرين، ومحفز للتنمية بالصحراء المغربية.
من جانبه، وصف الوزير الأول بجمهورية الرأس الأخضر، خوسيه أليسيس دي بينيا كوريا إسيلفا، في مداخلة عبر تقنية الفيديو روابط الصداقة بين بلاده والمغرب بأنها “صادقة”، مبرزا أنها تقوم على رؤية مشتركة تهدف إلى بناء تعاون جنوب–جنوب نموذجي، قائم على الثقة والسلام والطموح المشترك في تحقيق التنمية. ويتضمن برنامج المنتدى عدة جلسات، من بينها، “الصحراء في السردية الوطنية: التراث، الذاكرة والدبلوماسية الثقافية” و “الصحراء المغربية: قطب للاستقرار والتأثير في إفريقيا”، و “الاستثمار في الصحراء: نحو نموذج اقتصادي مستدام وشامل” و “الصحراء المغربية: الوحدة، الريادة والدبلوماسية التأثيرية في خدمة التنمية وإشعاع المملكة”.
وتعكس هذه النسخة، وفق منظميها، التزام “ماروك ديبلوماتيك” بدوره كمنصة للنقاش الاستراتيجي، من خلال تسليط الضوء على إرث المسيرة الخضراء وأثرها على الدبلوماسية المغربية المعاصرة. كما تجسد هذه الدورة رؤية المملكة التي تجمع بين التماسك الوطني والطموح القاري، مما يعزز مكانة المغرب كفاعل محوري في التنمية والتعاون جنوب–جنوب. وقد تميزت الجلسة الافتتاحية بحضور والي جهة الداخلة–وادي الذهب، عامل إقليم وادي الذهب، علي خليل، والسفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، إلى جانب عدد من المنتخبين وسفراء أفارقة بالمغرب وكذا القناصل العامين المعتمدين في الداخلة والعيون.
(ومع: 14 نونبر 2025)





