باستضافتها للعديد من الأحداث الإقليمية والقارية والدولية، تواصل مدينة الداخلة تعزيز مكانتها وإشعاعها الدوليين، باعتبارها القلب النابض لدينامية دبلوماسية في خدمة الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وترسيخ أسس شراكة دائمة ومثمرة مع البلدان الإفريقية.
فقد احتضنت لؤلؤة الجنوب سلسلة من اللقاءات الثنائية بين المغرب وبلدان القارة، كما عرفت فتح تمثيليات قنصلية لعدد من الدول الشقيقة، مما ساهم في تعزيز الدور الريادي الذي تضطلع به جهة الداخلة – وادي الذهب في تمتين الروابط بين المملكة وعمقها الإفريقي.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على الطابع الدبلوماسي للداخلة، مشيرا إلى أن هذه المدينة احتضنت مؤخرا ما لا يقل عن أربع لجان مشتركة للتعاون بين المغرب وكل من جزر القمر، وسيراليون، وبوركينا فاسو وغينيا.
وجرى، خلال أشغال تلك اللجان، التوقيع على 44 اتفاقية تعاون، “مما يعكس المكانة الدبلوماسية التي أصبحت تضطلع بها هذه الحاضرة، باعتبارها مدخلا ومحورا للتعاون بين المغرب وعمقه الإفريقي.
وهكذا، استضافت مدينة الداخلة أشغال الدورة الثالثة للجنة المشتركة للتعاون بين المغرب وسيراليون، التي شكلت مناسبة لبحث ومناقشة آفاق جديدة لتعزيز علاقات التعاون بين المغرب وسيراليون، وفرصة لإرساء شراكات مثمرة في العديد من المجالات، انسجاما مع رؤية وتوجيهات قائدي البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفخامة الرئيس جوليوس مادا بيو.
وتوجت أشغال الدورة بالتوقيع على 13 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم شملت عددا من مجالات التعاون الثنائي، لاسيما الاستثمار، والتكوين المهني، والتعاون القضائي، والتجارة، والسياحة، والصحة، والإسكان، والتكوين الدبلوماسي، والطاقات المتجددة.
على صعيد آخر، احتضنت حاضرة وادي الذهب أشغال الدورة السابعة للجنة المشتركة للتعاون المغرب – غينيا، التي شهدت التوقيع على ثماني اتفاقيات ومذكرات تعاون شملت عددا من المجالات.
ويجسد عقد هذه الدورة والتوقيع على العديد من الاتفاقيات، الإرادة الواضحة للمملكة المغربية من أجل العمل على استمرارية تعاونهما الاقتصادي وتعزيزه وتوطيد الحوار السياسي مع هذا البلد الشقيق.
وجرى، على هامش هذه الدورة، تنظيم حفل تنصيب القنصل العام لجمهورية غينيا بالداخلة، سوريبا كامارا، بحضور وزير الشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والغينيين المقيمين بالخارج، موريساندا كوياطي.
كما شهدت مدينة الداخلة، التي تحتضن العديد من التمثيليات الدبلوماسية لبلدان تنتمي إلى إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية، مؤخرا، افتتاح قنصلية عامة لجمهورية الطوغو، “التي كانت دائما صوتا ذا مصداقية في ما يخص ملف الصحراء المغربية على مستوى الهيئات الإقليمية والدولية”.
وفي هذا الإطار، أشار السيد بوريطة إلى أن “جمهورية الطوغو كانت دائما داعمة للمغرب بخصوص قضية الصحراء، والحفاظ على وحدته الترابية والوطنية”، مشيرا إلى أن افتتاح هذه القنصلية يأتي ليكرس هذا الموقف الثابت تجاه القضية الوطنية.
بدورها، افتتحت جمهورية الرأس الأخضر، مؤخرا، قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة، مؤكدة بذلك دعمها القوي لسيادة المغرب على كافة ترابه، بما في ذلك الصحراء المغربية.
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون والإدماج الإقليمي بجمهورية الرأس الأخضر، روي ألبيرتو دي فيغيريدو سواريس، في هذا السياق، أن “افتتاح القنصلية العامة لجمهورية الرأس الأخضر بالداخلة يعبر أيضا عن دعم مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب وجهود منظمة الأمم المتحدة لإيجاد حل واقعي وذي مصداقية لتسوية النزاع حول الصحراء”، كما يعبر عن الرغبة في تمتين العلاقات بين البلدين.
واستضافت مدينة الداخلة، كذلك، أشغال اللقاء الإفريقي الأول، المنظم بمبادرة من جمعية المهاجرين بالمغرب – فرع الداخلة، في موضوع “تحديات اندماج المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في مدينة الداخلة”.
وتروم هذه التظاهرة، المنظمة بتعاون مع القنصلية العامة للسنغال بالداخلة وجمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة – وادي الذهب، معالجة إشكالية اندماج المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والصحية وغيرها.
ويبرز هذا اللقاء أهمية الجهود التي تبذلها السلطات في مجال إدماج المهاجرين، لاسيما في الداخلة، التي تحتضن، بفضل مؤهلاتها، أعداد متزايدة من المهاجرين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، ممن يعملون في مختلف القطاعات الاقتصادية، ويساهمون في المسلسل التنموي، سواء بالنسبة للبلد المضيف أو بلدانهم الأصلية.
(ومع 28.07.2023)