انطلقت، يوم الخميس 08 ماي بجماعة عوينة لهنا بإقليم أسا-الزاك، فعاليات مهرجان “أهل الخيل الشهب” للسياحة والمحافظة على التراث، تحت شعار “ذاكرتنا وتراثنا، تثبيت لهوية راسخة وتنمية واعدة”، وذلك بمشاركة موريتانيا كضيف شرف.
ويهدف هذا المهرجان، الذي تنظمه إلى غاية 10 ماي الجاري، جمعية زاوية أولاد إدغمني للتنمية والثقافة، إلى إبراز الأبعاد التاريخية والاجتماعية والرمزية للخيل في الثقافة الحسانية، وتعزيز السياحة الإيكولوجية والتنمية المحلية. وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية، الذي جرى بحضور، عامل إقليم أسا-الزاك، يوسف خير، ورئيس المجلس الإقليمي، رشيد التامك، ورؤساء مصالح خارجية، وكذا منتخبين وممثلي السلطات المحلية، بزيارة الوفد الرسمي لأروقة معارض الصناعة والمنتوجات الفلاحية والمجالية، والبالغ عددها حوالي 20 رواقا لتعاونيات وجمعيات وصناع فرادى من مختلف أقاليم جهة كلميم-وادنون.
وتعرض هذه الأروقة منتوجات متنوعة منها نسج الخيام، ومصنوعات نباتية، والزي الصحراوي، وصناعة الحصير والزرابي، والكسكس، وعطور ومواد تجميل صحراوية، بالإضافة إلى أربع خيام موضوعاتية تعرض منتوجات تجسد ثقافة ونمط حياة الرحل كصناعة الخيمة الصحراوية، ومستلزمات ركوب الإبل، وأواني الطبخ، ولباس صحراوي. كما يتضمن المعرض أروقة لتعاونيات وجمعيات من موريتانيا تعرض منتوجات للصناعة التقليدية منها ملابس صحراوية، وصناعة الحصير، وأقداح خشبية، وأحذية جلدية، ومواد التجميل.
وأكد عبد المجيد المنشور، كاتب عام جمعية زاوية أولاد إدغمني للتنمية والثقافة، في كلمة بالمناسبة، أن هذا المهرجان فرصة للتعريف بمؤهلات المنطقة، وإبراز أهمية الفروسية في التراث والاحتفاء بهذا الإرث للمحافظة عليه، وكذا مناسبة للتأمل في علاقة الإنسان بالخيول التي لطالما كانت رمزا للحرية والشجاعة والكرامة. وأضاف أن هذا الحدث الثقافي لا يمثل فقط مناسبة اجتماعية بل هو تجسيد لروح التآزر والتعاون بين أبناء المنطقة الأوفياء لتراثهم ولقيمهم الثقافية الرفيعة.
من جهته، أعرب عمدة بلدية جونابة (موريتانيا)، محمد المصطفى حبيب، عن سعادته وامتنانه لمشاركة موريتانيا كضيف شرف في هذا المهرجان الثقافي الذي يجسد روح التعاون والتقارب والانفتاح بين الشعوب والبلدان، مضيفا أن هذه المشاركة هي تعبير صادق عن عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين، وامتداد طبيعي لمسار التعاون البناء بينهما. واعتبر أن الثقافة هي لغة عالمية تقرب بين الشعوب وتبني الجسور بين الحضارات، ولعل هذا المهرجان شاهد حي على هذا الدور الحضاري النبيل، الذي يوحدنا حول قيم الجمال والتسامح والانفتاح.
ويتضمن برنامج المهرجان تقديم عروض في الفروسية التقليدية والإبل، وندوات ولقاءات حول السياحة والتراث والبيئة، وكذا خمية للشعر، بالإضافة إلى أمسية في فن المديح، وسهرات فنية تراثية، وقافلة طبية متعددة التخصصات. وكان عامل إقليم أسا-الزاك، أشرف، على هامش افتتاح هذا المهرجان، على تدشين مشاريع سوسيو-رياضية بجماعة عوينة لهنا. ويتعلق الأمر بتدشين ملعب للقرب يندرج في إطار مشروع التهيئة الحضرية للجماعات الترابية التابعة لإقليم أسا-الزاك، والذي تبلغ تكلفته الإجمالية 1.3 مليون درهم، وذلك في إطار اتفاقية شراكة بين وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وعمالة أسا-الزاك، والمجلس الإقليمي، وجماعة عوينة لهنا. كما تم افتتاح قاعة متعددة التخصصات (دار الضيافة) بعد أن تم تجهيزها وذلك بغلاف مالي يقدر ب 300 ألف درهم بتمويل من المجلس الإقليم لأسا-الزاك.
(ومع: 09 ماي 2025)