اعتمد المشاركون في الندوة المنظمة، يوم الاثنين 27 أكتوبر بالعيون، بمناسبة الذكرى الستين لاتفاقية التأسيس بين المغرب والسنغال، “إعلان العيون”، الذي يكرس محور الرباط-دكار كقطب للذكاء الجماعي الإفريقي في خدمة السيادة الغذائية والتنمية المستدامة والسلم.
وتهدف الندوة المنظمة من قبل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) ومعهد تمبكتو – المركز الإفريقي لدراسات السلام، بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، إلى جعل العلاقات المغربية السنغالية مختبرا للتعاون الإفريقي القائم على المعرفة والابتكار والمسؤولية المشتركة.
وذكر ممثلو معهد تمبكتو، و جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، والباحثون والخبراء وصناع القرار المؤسساتيين من البلدين، في إعلان العيون، بالروابط التاريخية العميقة التي تجمع المغرب والسنغال، والتي تشكلت عبر قرون من التبادلات الاقتصادية والفكرية والروحية.
كما سلط الإعلان الضوء على الدور الريادي لاتفاقية التأسيس بين المغرب والسنغال لسنة 1964، باعتبارها عملا مؤس سا لتعاون جنوب جنوب نموذجي، مبرزا البعد القاري للخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بأديس أبابا سنة 2017، والذي جد د فيه تأكيد التزام المغرب من أجل إفريقيا موحدة وذات سيادة ومزدهرة.
كما أشاد المشاركون بالطموح الاستراتيجي للمبادرة الأطلسية، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرامية إلى جعل الفضاء الأطلسي رافعة للاستقرار والتنمية المستدامة و الاندماج الإقليمي.
واقتناعا منهم بأن الأقاليم الجنوبية للمغرب تشكل جسرا طبيعيا بين شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء، أكد المشاركون رغبتهم المشتركة في جعل محور الرباط-داكار نموذجا إفريقيا للتعاون المستدام.
ولتحقيق ذلك، يقترح “إعلان العيون” أربعة مجالات رئيسية للتعاون، وهي التنقل الجامعي، والبحث الاستراتيجي والاستشرافي الافريقي، وتثمين الدور التاريخي والرمزي للأقاليم الجنوبية، ودعم ريادة الأعمال والابتكار والسيادة الغذائية.
كما أوصى المشاركون باعتماد خطة عمل على مدى ثلاث سنوات (2026-2028) لتنفيذ هذه المحاور، وتعبئة التمويل اللازم، وكذا إحداث منصة رقمية بثلاث لغات (الفرنسية، الإنجليزية، العربية) وإصدار كتاب أبيض جماعي حول تقدم التعاون المغربي السنغالي.
وبالإضافة إلى ذلك، يوصي الإعلان بجعل العيون مختبرا حيا للتعاون جنوب-جنوب، من خلال الإحداث التدريجي لبرامج وفروع بحثية مشتركة، بما يعزز دورها كقطب للابتكار والحوار الإفريقي.
ويؤكد “إعلان العيون”، إلى جانب مضمونه البرنامجي، دور الأقاليم الجنوبية للمغرب كفضاء للتلاقي بين الدول المغاربية ودول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث تتبلور فيه مفاهيم جديدة للتنمية الإفريقية قائمة على المعرفة والاستدامة والسيادة التكنولوجية.
وباختيار مدينة العيون لترسيخ هذه الرؤية، يؤكد الشريكان المكانة المتميزة التي تحتلها هذه الجهة ضمن ديناميات التعاون جنوب–جنوب، وفي إعادة تشكيل العلاقات الفكرية الإفريقية.
وشدد الموقعون على رغبتهم في جعل محور الرباط-داكار نموذجا حيا للوحدة الإفريقية من خلال المعرفة، وذلك وفاء لروح اتفاقية التأسيس و للرؤية المشتركة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية السنغالية، بسيرو ديوماي دياكار فاي.
(ومع: 28 أكتوبر 2025)





