سلط باحثون وفاعلون تربويون وجمعويون من المغرب والبحرين، يوم الأربعاء 07 ماي بكلميم، خلال مائدة مستديرة نظمتها جمعية وادنون للتطوع، الضوء على دور المجتمع المدني في ترسيخ قيم التطوع لدى الناشئة.
وأكد المشاركون خلال هذا اللقاء، المنظم تحت شعار “التطوع عطاء، بناء وارتقاء”، بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بكلميم-واد نون، أن تعزيز الثقافة التطوعية بين الناشئة يساهم في تحسين مستوى الحياة في المجتمع، مبرزين كيفية تأثير المجتمع المدني في ترسيخ قيم التطوع لدى الناشئة، وكذا أهمية المبادرات الشبابية في تعزيز التطوع ونشره في المجتمع.
وأبرز مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، عبدالمجيد السهل، بالمناسبة، أهمية هذه الندوة التي يتقاطع موضوعها مع تنزيل خارطة طريق الإصلاح التي اعتمدتها الوزارة، لتحقيق طموح مدرسة عمومية ذات جودة، مشيرا إلى أن خارطة الطريق هاته تتمحور حول ثلاثة أهداف استراتيجية لاسيما الهدف الثاني الذي يطمح إلى تعزيز التفتح والمواطنة حيث تعتبر المدرسة فضاء للتفتح يكتسب فيه الأطفال القيم الوطنية وحس المواطنة وحب الاستطلاع والثقة في النفس. وأضاف أن المؤسسة التعليمية أصبحت فضاء لترسيخ قيم العمل التطوعي لدى التلميذات والتلاميذ من خلال تفعيل مجموعة من الأندية التربوية نظرا لدورها الفعال في تنشيط الحياة المدرسية والتي تهدف بالخصوص، إلى تنمية روح المواطنة وترسيخ القيم الاخلاقية لدى التلاميذ، وتعزيز أهمية العمل الجماعي، وكذا تعزيز فكرة التطوع، وتنمية روح المبادرة.
من جهتها، أكدت منى قايد الشوقي، اختصاصية في الإرشاد النفسي والأسري بالبحرين، وعضو جمعية البحرين للعمل التطوعي، أن قيم التطوع تعتبر من العناصر الحيوية التي تسهم في تشكيل شخصية الشباب وتعزيز انتمائهم للمجتمع، لأن الناشئة ومن خلال العمل التطوعي، تتعلم أهمية العطاء ويكتسبون مهارات جديدة تسهم في تطويرهم الشخصي والاجتماعي. وأضافت أن التطوع يساهم أيضا في تعزيز التماسك الاجتماعي والحد من الفجوات بين الأفراد مما يساعد في خلق بيئة مجتمعية أكثر تماسكا، مؤكدة أن تعزيز الثقافة التطوعية بين الناشئة لا يقتصر فقط على الفوائد الفردية بل يمتد ليشمل تحسين مستوى الحياة في المجتمع ككل. كما توقفت عند كيفية تأثير المجتمع المدني في ترسيخ قيم التطوع لدى الناشئة وذلك عبر استراتيجيات متعددة ومبادرات مبتكرة لتعزيز التطوع في المجتمع، مشيرة إلى أن التطوع يسهم في تعزيز روح التعاون والمشاركة بين الأفراد، وأنه من أجل تحقيق هذا الهدف، تضيف السيدة الشوقي، تبرز مجموعة من الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن تنفيذها لتعزيز ثقافة التطوع في المجتمع.
من جانبها، تطرقت عزة بيروك، باحثة في التراث، إلى مفهوم التطوع ومراحل بروزه وتطوره، مشيرة إلى أن العمل التطوعي شكل محركا أساسيا للعمل الجمعوي مستندا بذلك على قيم التضامن والتكافل المتجذرة لدى المغاربة والمستمدة من القيم الإنسانية والإسلامية ومن الإرث الثقافي المغربي متعدد الروافد. وأبرزت الباحثة أهمية العمل التطوعي الذي يساهم في تلبية حاجات المجتمع المتنوعة، والمساهمة في الارتقاء به، كما ينعكس العمل التطوعي إيجابيا على أفراد المجتمع الذين ليست لهم القدرة على مساعدة أنفسهم وأيضا على المتطوعين أنفسهم من خلال استغلالهم لأوقات فراغهم واكتسابهم المهارات وصقل شخصيتهم.
أما رئيس قسم الشؤون التربوية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، رشيد عبد ربه، فتطرق إلى أهمية العمل التطوعي بالوسط المدرسي، مشيرا إلى أن ما يقوي العلاقة بين المدرسة والعمل التطوعي هو وحدة الأهداف خاصة تلك المرتبطة بالأثر الوجداني والاجتماعي الذي تطمح إليه المدرسة التي من بين مهامها تنمية تطوير الكفايات الذاتية للمتعلم وتخصيص أنشطة تربوية. وأضاف أن استراتيجية تطوير التطوع بالمؤسسات التربوية تتضمن بالخصوص، إغناء المحتويات الدراسية بمضامين تعليمية ت عرف بالتطوع وإدراج أنشطة تنبني على العمل التطوعي ضمن برنامج أنشطة المهارات الحياتية، وكذا إدراج مواضيع مرتبطة بمنهجية العمل التطوعي ضمن برنامج التربية المدنية.
من جانبه، توقف ممثل النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بكلميم-واد نون، عند جذور العمل التطوعي في الثقافة المغربية من خلال عدة مبادرة اجتماعية تضامنية، وكذا دور التطوع في مسيرة تحرير الوطن واستكمال وحدته الترابية. وأكد رئيس جمعية وادنون للتطوع، محمد لامين عنيف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الهدف من هذا اللقاء هو مناقشة مفهوم العمل التطوعي ودور المجتمع المدني في ترسيخ قيم التطوع النبيلة لدى الناشئة، وذلك من أجل النهوض بالعمل التطوعي في شتى المجالات، وزرع قيمه في قلوب الناشئة وخاصة التلاميذ.
بدوره، أبرز رئيس جمعية البحرين للعمل التطوعي، عبد العزيز راشد السندي، في تصريح مماثل، أن هذه الندوة تأتي في إطار الدبلوماسية الموازية في تعزيز ثقافة العمل التطوعي ودور المجتمع والناشئة في تعزيز هذه الثقافة من أجل ارتقاء وتقدم المجتمع. وحضر هذه المائدة المستديرة رؤساء مصالح خارجية وفعاليات تربوية وجمعوية، بالإضافة إلى وفد يضم أعضاء من جمعية البحرين للعمل التطوعي، والفرقة الأهلية للفنون الشعبية بسلطنة عمان، والذي يقوم حاليا بزيارة لمدينة كلميم تمتد إلى غاية 9 ماي، تندرج في إطار تبادل الخبرات والتجارب في المجال التطوعي.
(ومع: 08 ماي 2025)