قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، يوم الاثنين 01 يوليوز بسيدي إفني، إن تخليد الذكرى الـ55 لاسترجاع سيدي إفني مناسبة لاستحضار أطوار ملحمة خالدة ومحطة بارزة في مسلسل الكفاح البطولي الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجاهد من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة.
وأبرز السيد الكثيري، في كلمة خلال مهرجان خطابي نظم بالمناسبة بمقر عمالة الإقليم، أن هذه الذكرى تعد فرصة لاستحضار ما تختزنه من حمولة ثقيلة من النضالات والملاحم التي أسداها أبناء هذه الربوع المجاهدة من قبائل أيت باعمران ومدينة سيدي إفني الذين سطروا ملاحم وبطولات عديدة في مسار الكفاح الوطني، والتي تشهد على استعداد المغاربة وعلى الدوام لمواجهة الدخلاء وصد الأعداء الطامعين في الوطن ومقدراته.
وأضاف أن هذه الربوع المجاهدة ساعدت إلى جانب بقية الأقاليم الجنوبية للمملكة في الملحمة الخالدة لثورة الملك والشعب، كما اضطلعت أيضا بأدوار رائدة وطلائعية في معركة التحرير، حيث شكلت مناطق سيدي إفني وآيت باعمران قلاعا لتكوين وتأطير رجال المقاومة والتحرير من طرف رموز وأبطال أفذاذ أشداء على الأعداء رحماء بينهم، نذروا حياتهم من أجل رفعة الوطن وعزته وصون حريته وسيادته والذود عن وحدته وكرامة أهله.
واستحضر السيد الكثيري ما سجلته الذاكرة التاريخية الوطنية لقبائل آيت باعمران من انخراط ناجع ومساهمة فعالة بتفاعلها مع كافة المحطات النضالية التي خاضها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المنيف لاستكمال مسلسل الاستقلال الوطني وتحرير الأقاليم الجنوبية التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار الأجنبي، فضلا عن حضورها القوي في صنع أمجاد انتفاضة 23 نونبر 1957 الخالدة ضد الوجود الاستعماري الإسباني وخاض أبناؤها غمار معارك ضارية دارت رحاها بالمنطقة والتي حقق فيها المجاهدون الباعمرانيون وإخوانهم الوافدين من باقي ربوع المملكة نصرا مبينا مؤزرا.
كما استحضر مختلف المواجهات والمعارك التي كبد خلالها المجاهدون قوات الاستعمار خسائر فادحة في الأرواح والعتاد على الرغم من محدودية العدد وبساطة العتاد، ومنها معارك “تبلكوكت”، “بيزري”، “بورصاص”، “تيغزة”، “امللو”، “بيجارفن”، “سيدي محمد بن داوود”، “ألالن”،”تموشا” ومعركة “سيدي إفني”، والتي مكنت المغرب من استرجاع إقليم طرفاية في سنة 1958، ثم استرجاع مدينة سيدي إفني في 30 يونيو 1969.
وأشار إلى أن استرجاع مدينتي طرفاية وسيدي إفني كان أول الغيث في حملة التحرير والوحدة الترابية التي جعلت من قضية استرجاع الأقاليم الجنوبية المحتلة أولى الأولويات وأوجب الواجبات، سالكا في ذلك كل السبل القانونية والوسائل النضالية لدى المحافل الدولية والمنابر الإعلامية للترافع أمام المنتظم الدولي لإعادة الحق المسلوب إلى أصحابه والشرعية التاريخية للكيان المغربي الموحد.
وأضاف أنه بعد 55 سنة من استرجاع مدينة سيدي إفني “تتواصل مسيرات البناء والتشييد والتنمية الشاملة والمستدامة والدامجة وإرساء أسس دولة الحق والقانون والمؤسسات في العهد الجديد والزاهر لجلالة الملك محمد السادس، لتحقيق أهداف التقدم والازدهار لأقاليمنا الصحراوية لتصبح أقطابا تنموية جهوية، وقاطرة للتنمية الشاملة والمتكاملة، وتعزيز ورش الجهوية الموسعة والمتقدمة في أفق جعل الأقاليم الصحراوية نموذجا ناجحا للجهوية المتقدمة.
وفي أعقاب هذا اللقاء، جرى تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالإقليم تقديرا لما برهنوا عليه من روح المسؤولية وقيم الإيثار ونكران الذات، وما قدموه من التضحيات الجسام في سبيل تحرير البلاد من الاستعمار.
كما تم بالمناسبة، تقديم إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم، والبالغ عددها 53 إعانة بغلاف مالي إجمالي قدره 136 ألف درهم همت إحداث تعاونيتين والإسعاف الاجتماعي وواجب العزاء.
إثر ذلك، قام السيد الكثيري والوفد المرافق له، بزيارة لفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بسيدي إفني.
(ومع: 01 يوليوز 2024)