شكل موضوع “تعلم اللغات بين التطلعات والتحديات” محور درس افتتاحي أكاديمي نظمه، اليوم الأربعاء بالداخلة، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب برسم السنة التكوينية 2023-2024.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء التربوي، الذي يفتتح من خلاله المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب البرنامج السنوي لأنشطته الجهوية والدولية، انسجاما مع تطلعات وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الرامية إلى تعزيز ودعم المجال اللغوي، لاسيما تقوية اللغات الأجنبية.
وفي مستهل هذا الدرس الافتتاحي، قال الأستاذ الفخري بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، عبد المجيد بوزيان، إن هذه المبادرة الأكاديمية تندرج في إطار تعزيز دور الأستاذ للارتقاء بعملية تدريس اللغات في المغرب، لما يحظى به هذا الموضوع من أهمية كبرى على جميع المستويات.
وأبرز أن مداخلته تقترح كيفية تنزيل الدرس اللغوي في منظومة مليئة بالتحديات التي تعترض المتعلمات والمتعلمين في مرحلة الطفولة (تعدد اللغات واللهجات، استفادة محدودة من التعليم الأولي..)، ومرحلة الابتدائي (الازدواج اللغوي، التداخل اللغوي..)، ومرحلة الثانوي (تأثير التكنولوجيا، عائق اللغة لولوج التعليم العالي..).
وأوضح السيد بوزيان أن هذا التنزيل يقتضي فهم وأجرأة مجموعة من المفاهيم المعقدة (التكوين الذاتي)، والقيام بإصلاحات جذرية في المنظومة (برامج ومناهج، تكوين الأساتذة، رد الاعتبار للأستاذ، إدماج التكنولوجيا، الريادة والحكامة..)، من خلال اعتماد مقاربة نسقية.
وقدم، في هذا الصدد، اقتراحات عملية للتنزيل، تهم تدريس وظائف اللغة عن طريق المفاهيم، والانطلاق من فكرة عامة عند تصميم الدروس المتواجدة في فصول الكتاب المدرسي، وإجراء التنزيل وفق جدول محدد، وصياغة المخرجات وفق تصنيف “بلوم”، مع مراعاة البيداغوجية الفارقية عند صياغة استراتيجيات التدريس، وإجراء تقييم للتعلمات ونجاعة الاستراتيجيات المعتمدة.
وأكد السيد بوزيان أن الأستاذ، الذي يضطلع بدور مهم في عملية تدريس اللغات، ينبغي أن يكون فاعلا نشيطا ومحفزا للتغيير، وأن يستثمر في التكوين المستمر (التكوين الذاتي) والبحث الإجرائي، مع ضرورة إتقان اللغات الأجنبية للاستفادة من التجارب الأجنبية وليس نسخها، والتفتح على المواد والتخصصات الأخرى لاسيما علوم التربية، إضافة إلى تطوير المهارات الناعمة والتكنولوجية.
كما قدم مقترحات تهم الأستاذ والتلميذ، على حد سواء، وتشمل تعزيز الانفتاح على محيط المدرسة (أو العوامل الأخرى التي تساهم في تسريع -أو تعيق- التعلم)، ومعرفة خصائص المتعلم المستهدف، والتدرج في تصميم المنهج والتقييم.
من جهة أخرى، تطرق السيد بوزيان إلى الأسباب التي أدت إلى انتشار اللغة الإنجليزية، والتي تشمل على الخصوص مكانتها العالمية باعتبارها لغة مشتركة للعلم والتكنولوجيا، وتقدم البحث الديداكتيكي بهذه اللغة التي استفادت من دمقرطة الإنترنت ومحتواه ومن مساهمة شركاء متعددين (هيئات أجنبية، مجتمع مدني، جامعات أجنبية..).
ومع: 31 يناير 2024